عُقد لقاء في مدينة مكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية بين رئيس مركز الحضارة الإسلامية في أوزبكستان فيردوس عبد الخالقوف والأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، الشيخ محمد بن عبد الكريم العيسى، وذلك بدعوة من الرابطة. وحضر الاجتماع سفير أوزبكستان لدى المملكة العربية السعودية السيد نادر تورغونوف.

جرى اللقاء في أجواء ودية وصادقة، حيث قدّم رئيس المركز عرضًا شاملاً حول مشروع إنشاء مركز الحضارة الإسلامية في أوزبكستان بمبادرة من فخامة رئيس جمهورية أوزبكستان شوكت ميرضيائيف مستعرضًا أهم الفعاليات العلمية والتنظيمية التي يتم تنفيذها في إطار المركز.

وقال الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي مؤكّدًا:

"إن أوزبكستان تمتلك إرثًا علميًا زاخرًا في علوم الإسلام والفقه والحديث. فمن هذه الأرض خرج كبار العلماء والفقهاء والمحدثين والمفكرين والفنانين. ويضطلع مركز الحضارة الإسلامية في أوزبكستان بدور محوري في إبراز أهمية هذا التراث وقيمته في العالم الإسلامي. لقد ساهم علماء أوزبكستان المشهورون في الحفاظ على جوهر الحضارة الإسلامية وقيمها الإنسانية والمتسامحة حتى يومنا هذا. وإن هذا المشروع الضخم يمثل خطوة أساسية للتعريف بهذا الإرث العظيم أمام المجتمع العالمي .ونحن في رابطة العالم الإسلامي نعلن دعمنا الكامل لهذه الجهود، وإن اهتمام رئيس أوزبكستان بالثقافة والمعرفة يعد مثالاً يُحتذى به لجميع الدول الإسلامية. كما يسعدنا التعاون الوثيق مع المركز “.

وخلال اللقاء، أشاد الأمين العام بما تشهده أوزبكستان من إصلاحات وما يتم تنفيذه من أنشطة في إطار المركز، معربًا عن اهتمامه البالغ بالمؤتمرات والفعاليات التي يخطط لها، ومشيرًا إلى الأهمية البالغة لحفل افتتاح المركز. وفي هذا السياق، استشهد الشيخ محمد العيسى بمقتطف من خطاب فخامة رئيس أوزبكستان أمام الدورة الـ72 للجمعية العامة للأمم المتحدة، قائلاً:

"نعتبر إيصال الجوهر الإنساني الأصيل للإسلام إلى المجتمع الدولي من أهم مهامنا. نحن نثمّن ديننا الحنيف كونه تجسيدًا لقيمنا الخالدة، فالإسلام يدعونا إلى الخير والسلام والمحافظة على القيم الإنسانية الأصيلة. إن نشاط مركز الحضارة الإسلامية يهدف إلى تحقيق هذه الغاية".

وأكد الأمين العام أن رابطة العالم الإسلامي تدعم دعما شديدا هذه المبادرة التاريخية التي أطلقها رئيس أوزبكستان من منبر الأمم المتحدة.

كما أعلن رئيس مركز الحضارة الإسلامية أنه بمبادرة من رئيس الدولة سيتم تأسيس مدرسة للخط العربي الإسلامي ضمن المركز. وقد أعرب الشيخ محمد العيسى عن دعمه الكامل لهذا المشروع قائلاً:

"إن هذا المشروع، الذي يُعد جزءًا من رؤية أوزبكستان الجديدة، يهدف إلى نسخ سور القرآن الكريم يدويًا بخط عربي مزخرف وفني. ونحن مستعدون لتقديم الدعم الكامل في إنشاء هذه المدرسة، واستقطاب أبرز الخطاطين المعروفين عالميًا، وتوفير الحوافز لهم بما يضمن نجاح هذه المبادرة وتطوير نشاط المدرسة".

وخلال الزيارة، اطّلعت الوفد الأوزبكي على معالم ثقافية ومتاحف رئيسية في مكة المكرمة، منها: حي حراء الثقافي، متحف الوحي، برج الساعة ومتحفه، مجمع الملك عبد العزيز لكسوة الكعبة، وكذلك في المدينة المنورة على متحف السيرة النبوية والحضارة الإسلامية، إضافة إلى متحف الفن الإسلامي ومكتبته في جدة. وقد جرت مناقشات لتطوير التعاون المشترك في هذه المجالات.

كما تناولت المحادثات إمكانية تزويد مركز الحضارة الإسلامية في أوزبكستان بمواد مرئية حول السيرة النبوية تم الاطلاع عليها خلال هذه الزيارات.

وتطرق الاجتماع أيضًا إلى تهيئة أفضل الظروف لزوار المجمع الجديد للإمام البخاري الجاري إنشاؤه في سمرقند بمبادرة من رئيس أوزبكستان، مع الاستفادة من تجربة المملكة العربية السعودية في هذا المجال. وفي هذا الإطار، عُقدت مباحثات مع رئيس قسم الفعاليات والمؤتمرات بمنظمة التعاون الإسلامي، شاكر صلاح العدواني، الذي أشار إلى إمكانية تقديم الدعم الفني من قبل شركة “العلم” السعودية الرائدة. واتُّفق على مواصلة هذه المفاوضات عبر تقنية الاتصال المرئي لاحقًا.