عرض المخطوطات القرآنية والقطع الأثرية التاريخية المرتبطة بأوزبكستان في لندن قبيل إعادتها إلى الوطن

11:33 14 July 2025 Jamiyat
375 0

شهدت العاصمة البريطانية لندن حدثًا ثقافيًّا بارزًا، حيث عُرضت لأول مرة في المملكة المتحدة مجموعة نادرة من المخطوطات القرآنية والقطع الأثرية التاريخية المرتبطة بتاريخ أوزبكستان والعصر الذهبي للحضارة الإسلامية. وقد كانت هذه الكنوز المقدسة محفوظة لسنوات في مجموعات خاصة ومتاحف عالمية، وهي الآن في طريقها للعودة إلى موطنها – أوزبكستان.

وقد نُظّمت هذه المعارض بالتعاون مع دور المزادات العالمية الشهيرة "سوذبيز" (Sotheby’s) و"كريستيز" (Christie’s)، في إطار المشروع الكبير لإنشاء مركز الحضارة الإسلامية في طشقند، وهو المبادرة التي أطلقها فخامة رئيس جمهورية أوزبكستان شوكت ميرضيائيف أثناء كلمته في الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2017. ومنذ ذلك الحين، بدأت جهود بحث مكثفة من قِبل خبراء محليين ودوليين لتتبع واستعادة التراث الثقافي المفقود.

وقد جذبت المعرضين في لندن اهتمام نخبة من العلماء والخبراء الدوليين وممثلي المتاحف والمكتبات المرموقة إلى جانب عدد من كبار المقتنين.

ويواصل فخامة الرئيس قيادة هذا المشروع الثقافي والمعرفي الضخم بنفسه، مؤكدًا التزام الدولة باستعادة الكنوز التاريخية والروحية إلى أرض الوطن. وأوضح مدير مركز الحضارة الإسلامية، فردوس عبد الخالقوف، خلال حفل افتتاح المعرض، أن ما يحدث ليس مجرد استعادة لقطع أثرية، بل هو استعادة للذاكرة الوطنية والهوية الثقافية، وتكريم لدور أوزبكستان الفريد في الحفاظ على التراث الإسلامي.

تضمنت المعروضات النادرة صفحات من مخطوطات قرآنية تعود إلى القرون التاسعة حتى الثالثة عشرة، إلى جانب أعمال فنية دقيقة، ومجوهرات راقية، وأدوات منزلية، وأقمشة، وقطع فنية تجسّد مكانة أوزبكستان كمركز فكري عالمي في مراحل مختلفة من التاريخ.

وأكد المدير العام لمؤسسة "الفُرقان" في بريطانيا، السيد سَلي شاهسَوري، أن هذه المعارض التي أقيمت بمبادرة مباشرة من رئيس أوزبكستان تهدف إلى إلهام الأجيال الجديدة، وتمثل قيمًا عملية تسهم في النهضة الثقافية والروحية.

وقد تم اقتناء معظم المعروضات خلال مزادات مايو 2024 التي أُقيمت في دور "سوذبيز" و"كريستيز"، وذلك في إطار أنشطة مركز الحضارة الإسلامية.

من جانبه، صرّح السيد بينيديكت كارتر، ممثل قسم التراث الشرقي بدار سوذبيز، قائلاً:

- "إن التعاون مع مركز الحضارة الإسلامية في أوزبكستان يعدّ شرفًا كبيرًا لنا. ويسعدنا أن نكون جزءًا من جهود إعادة هذه الكنوز التي تحمل أهمية خاصة في تاريخ آسيا الوسطى إلى موطنها الأصلي."

ويُشيَّد مركز الحضارة الإسلامية على مساحة تتجاوز 10 هكتارات في قلب العاصمة طشقند، ليكون من أكبر المؤسسات الثقافية والمعرفية في المنطقة. وتبلغ مساحة صالات العرض في المركز أكثر من 8 آلاف متر مربع، ويضم خمس صالات عرض رئيسية تتمحور حول موضوعات متنوعة.

وفي هذا السياق، قال السفير الأوزبكي لدى المملكة المتحدة، السيد روشان عثمانوف:

- "اليوم، تبذل أوزبكستان جهودًا جبّارة في سبيل إحياء وصون تراثها التاريخي. وإن مبادرات مثل مركز الحضارة الإسلامية في طشقند تمثل خطوات مهمة نحو هذا الهدف. ولا شك أن المركز سيفتح أبوابه قريبًا كمَعلم للعلم وحوار الأديان، وهو تجسيد لسعينا لفهم هويتنا التاريخية والتعبير عنها بفخر وشفافية."

إن المعارض المقامة في لندن لم تكن مجرد حدث ثقافي فحسب، بل كانت أيضًا تعبيرًا عن إعادة إرساء العدالة التاريخية. فقد أثبتت هذه المعروضات الدور المحوري الذي تؤديه أوزبكستان اليوم بصفتها مركزًا فكريًّا في العالم الإسلامي، كما عكست إنجازات "أوزبكستان الجديدة" في الحفاظ على الإرث الثقافي والتاريخي والترويج له في الساحة الدولية.

اخترنا لكم

Comments

No comment yet. Maybe you comment?

الأكثر قراءة

تقويم الأخبار