فقد عُقدت في مركز المؤتمرات بمدينة سمرقند مباحثات بين فخامة رئيس جمهورية أوزبكستان شوكت ميرضيائيف ورئيسة وزراء الجمهورية الإيطالية جورجيا ميلوني، بحضور الوفود الرسمية لكلا البلدين.

وتم خلال اللقاء بحث سبل تعزيز علاقات الشراكة الاستراتيجية الثنائية وتوسيع التعاون متعدّد الأوجه.

وأعرب الجانبان عن ارتياحهما للتقدّم المحرز في تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصّل إليها خلال اللقاءات رفيعة المستوى التي جرت في العاصمة الإيطالية روما في يونيو 2023.

وأشارت البيانات إلى أنّ حجم التبادل التجاري بين البلدين تضاعف تقريبًا ثلاث مرات خلال السنوات الأخيرة، ويرجع ذلك جزئيًا إلى تنويع المنتجات المورّدة.

كما ارتفع عدد المشاريع المشتركة والمؤسسات الثنائية إلى الضعف، ووضعت أسس التعاون المثمر مع الشركات الإيطالية الرائدة في مجالات متعددة مثل المعادن، الهندسة الكهربائية، الزراعة، الثروة الحيوانية، السياحة وغيرها.

وشاركت وفود أوزبكستان بنشاط في فعاليات بينالي البندقية، وأُقيم معرض في مدينة فلورنسا. وفي ديسمبر من العام الماضي، أُقيمت "أيام الثقافة الأوزبكية" في كلّ من روما ومدينة فياريجّو.

وتعمل فروع جامعتي تورينو وبيزا نشاطها بنجاح في أوزبكستان، كما حقّق "منتدى رؤساء الجامعات" الثاني الذي عُقد في أبريل نتائج مثمرة.

وأكد الطرفان دعم استمرار التبادل السياسي النشط.

وبالنظر إلى القمة المثمرة مع مؤسسات الاتحاد الأوروبي التي عُقدت في أبريل هذا العام في سمرقند، فقد تمّ التشديد على ضرورة مواصلة التعاون النشط، وأكد الجانبان على أهمية عقد قمة "آسيا الوسطى – إيطاليا" لتحقيق نتائج عملية ملموسة.

واتُفق أيضًا على توسيع برامج الدعم الفني الموجّهة لقطاع الأعمال في مجال التجارة، بما في ذلك تدريب المصدّرين الأوزبك على ولوج الأسواق الأوروبية، وإنشاء مركز مشترك لإصدار الشهادات في طشقند، وتسريع إقرار اتفاقية تقييم المطابقة.

واقترح رئيس الدولة تدشين "برنامج شراكة تكنولوجية" مع الشركات الإيطالية الرائدة.

ومن بين الأولويات التي جرى التأكيد عليها: دعم المشاريع المبتكرة لرجال الأعمال، وتعميق معالجة المواد الخام الزراعية والمعادن الاستراتيجية، وتصنيع قطع غيار السيارات، وإنتاج السلع ذات التقنية العالية في قطاعات الكهرباء والطاقة والصناعات الغذائية والدوائية والبناء، وكذلك إنشاء مراكز تصميم لصناعات النسيج، والجلود، والأثاث وغيرها.

وأشار الجانبان إلى إمكانية إنشاء مثل هذه المشاريع في مجمع صناعي يُقام في منطقة طشقند بإدارة مشغّل أوروبي.

وناقش الطرفان تأسيس صندوق استثماري مشترك لدعم المشاريع الجديدة، إلى جانب بحث إمكانية جذب وكالتي "SACE" و"SIMEST" الإيطاليتين الحكوميتين.

وأُعير اهتمام خاص لتطوير التعاون العلمي والتكنولوجي الواسع في القطاع الزراعي، وفقًا لـ"خارطة طريق" شاملة. وتمت الإشارة إلى آفاق التعاون في مجالات زراعة العنب والزيتون والزعفران والعرق سوس، وإنشاء مختبرات زراعية، وتطوير التقنيات الحيوية، وتطبيق التأمين الزراعي.

كما اتُفق على استئناف عمل المجموعة الحكومية المشتركة وعقد اجتماعها بالتزامن مع منتدى للأعمال بهدف دفع المشاريع الجديدة.

وفي سياق توسيع علاقات الشراكة بين مناطق أوزبكستان وإيطاليا، تمّ التأكيد على أهمية زيارة حاكم منطقة لومبارديا، أتيليو فونتانا إلى أوزبكستان وتحقيق نتائج عملية خلال المنتدى الأول للمناطق.

كما أُعرب عن الدعم لتأسيس فرع لجامعة توسيا في البلاد، وإطلاق برامج دبلوم ثنائية مع جامعات بيزا وترينتو وروما تري وكا فوسكاري.

واتُفق على إقامة "أيام الثقافة الإيطالية" في أوزبكستان.

ومن دواعي الارتياح أيضًا توقيع اتفاقية في إطار الزيارة لتنظيم التعاون المنتظم في مجال هجرة القوى العاملة.

وفي ختام اللقاء، تمّ اتخاذ قرار بإعداد "خارطة طريق" شاملة لتنفيذ الاتفاقات التي تم التوصّل إليها.